إنتاج الرقائق الإلكترونية لزراعتها في الدماغ البشري

رحمه نبيل

تشكل الرقائق الإلكترونية تطورا هاما في مجال الطب وعلوم الأعصاب و واحدة من أهم التطبيقات المبتكرة للرقائق الإلكترونية هي زراعتها في الدماغ البشري. تتيح هذه التكنولوجيا الحديثة إمكانية رصد وتسجيل الأنشطة العصبية بدقة فائقة، وتوفر فرصا مذهلة لفهم وعلاج الاضطرابات العصبية والأمراض المتعلقة بالدماغ. ستتناول هذه المقالة إنتاج الرقائق الإلكترونية المستخدمة في زراعتها في الدماغ البشري، مع التركيز على العناصر الأساسية والتحديات المرتبطة بهذه العملية.

أهمية الرقائق الإلكترونية في الدماغ البشري :

تعتبر الرقائق الإلكترونية أداة ضرورية لزراعتها في الدماغ البشري نظرا لإمكانياتها الفريدة في تسجيل الأنشطة العصبية ومراقبتها .
تتكون هذه الرقائق من مجموعة متنوعة من العناصر الإلكترونية الدقيقة والأطراف الصغيرة التي تم تصميمها للتفاعل المباشر مع الأنسجة العصبية ،يتم زراعة هذه الرقائق في الدماغ باستخدام تقنيات جراحية دقيقة ومتطورة، وتعد تلك العملية تحديا هندسيا وعلميا كبيرا.

المستقبل المحتمل لزراعة الرقائق الإلكترونية في الدماغ البشري:

صرح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بأن شركته “نيورالينك” تعتزم زراعة الرقائق الإلكترونية في دماغ الإنسان لأول مرة هذا العام.

في مؤتمر “فيفاتيك” للتكنولوجيا في باريس، أشار ماسك إلى أن الرقاقة ستزرع في دماغ مرضى يعانون من شلل نصفي أو شلل كامل.

ولم يحدد ماسك عدد المرضى الذين ستتم زراعة الرقائق فيهم أو المدة المحددة، ولكنه أعلن أن أول حالة ستحدث في وقت لاحق من هذا العام. يُذكر أن إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية وافقت في الشهر الماضي على إجراء أول تجربة سريرية على البشر لشركة “نيورالينك”، وهي خطوة مهمة للشركة التي تواجه تحقيقات في الولايات المتحدة بشأن طرقها في إجراء تجارب على الحيوانات.

على الرغم من أن الإدارة وافقت على تجربة زراعة الرقائق في الدماغ واستخدام روبوت للجراحة في هذه التجارب، إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل أخرى بشأن هذه العملية.

يعد هذا التطور إشارة مهمة لشركة “نيورالينك”، التي تعمل على تطوير تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية لزراعتها في الدماغ البشري، والتي من الممكن أن تسهم في فهم أعمق للدماغ وعلاج الاضطرابات العصبية في المستقبل.

زراعة الرقائق الإلكترونية في الدماغ البشري تواجه العديد من التحديات التقنية إليك بعض التحديات الرئيسية:

1-دقة الرقائق: يجب أن تكون الرقائق الإلكترونية صغيرة الحجم وقادرة على التفاعل مع الأنسجة العصبية بدقة عالية.

2-السلامة والتوافق البيولوجي: يجب أن تتوافق الرقائق الإلكترونية مع الأنسجة الحية وأن تكون آمنة للزراعة في الدماغ. يجب أن تتجنب التفاعلات الضارة مع الأنسجة والتسبب في تهيج أو تلف.

3-الاستقرار والمتانة: يجب أن تظل الرقائق الإلكترونية مستقرة وتعمل بشكل صحيح داخل الدماغ لفترة طويلة من الزمن ،ويتعين تصميم الرقائق بمواد وتقنيات تسمح بالاستقرار الطويل الأمد والحفاظ على أداءها العالي في بيئة الدماغ.

4-التوافق مع الجسم: تحتاج الرقائق الإلكترونية إلى التوافق مع الجسم البشري بشكل عام.

يجب أن تتلاشى أو تنحل بشكل طبيعي دون تسبب ضرر في الجسم بعد فترة زمنية محددة، لتجنب أي تأثيرات سلبية طويلة الأجل.

5-التحكم والاستخدام الآمن: يجب أن يتم تطوير وتصميم واجهات استخدام آمنة وفعالة للتحكم في الرقائق الإلكترونية المزروعة في الدماغ.

يتطلب ذلك تقنيات تحسين الاتصال بين الرقائق وأجهزة التحكم الخارجية وضمان عملها بأمان دون أي تأثير سلبي على وظائف الدماغ.

على الرغم من وجود تحديات متعددة، إلا أن زراعة الرقائق الإلكترونية في الدماغ البشري تمثل مجالا مبتكرا ومثيرا للاهتمام في البحث العلمي والطب يمكن أن تفتح هذه التقنية أفاقا جديدة لفهم وعلاج الأمراض العصبية وتحسين جودة الحياة للأفراد المتأثرين بها.