مقالات

العالم يوظف أدواته لمواجهة التغيرات المناخية

 

حازم الكرماني

 

منذ بداية الثورة الصناعية في أوروبا في القرن الثامن عشر إلي يومنا هذا كانت الطبيعية تعاني و كانت الأحوال المناخية سهم رأسي متجه نحو الأسفل، فكثرة حرق الوقود الأحفوري و زيادة الانبعاثات الكربونية، وأيضاً الحروب والإشعاعات النووية، كل هذه العوامل أدت إلى كارثة طبيعية، كوكب الارض ينهار، و الطبيعية تستغيث ولا يسمعها إلا الله، ولكن منذ عام 2015 بدأت دول العالم في محاولة إصلاح ما أفسده الإنسان في ما يقرب من مئة وخمسون عام، كيف تصلح الأمم خطأ الإنسان المستمر !؟
هذا ما نعلمه الآن

أسباب إنهيار الطبيعية

نعم إنها الفكرة المألوفة للعقول، المصنع الذي يؤذي الأنهار و البحار بمخلفاته ويؤذي الهواء بدخان ما يحرق من الفحم أو الغاز أو البترول، هذه الصورة هي خلاصة القول في سبب ما ألت إليه الأمور، فمع إستمرار هذا المصنع في العمل والإنتاج و عدم إهتمام الإنسان إلا بتوفير احتياجاته –حتى وإن كان الثمن هو الهواء الذي يتنفسه والأرض التي يعيش عليها–وزيادة عدد المصانع وزيادة عدد الدول وبالطبع زيادة عدد البشر، كانت النتيجة أن يزيد نسبة الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلي إرتفاع درجات الحرارة بشكل ينتج عنه مخاطر كثيرة يمكن أن تبدي بدول وقارات، ومعه بدأت التغيرات المناخيةالتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية

مؤتمرات الأمم المتحدة للتغير المناخي

فمن رحم هذه المعاناة التي بدأ العالم يشعر بتأثيرها في عام 1992م قررت الأمم المتحدة أن تجتمع في برلين لتحديد أساليب وطرق التصدي للتغيرات المناخية في أول مؤتمر من مؤتمرات الأمم المتحدة للتغير المناخي “cop” وهي عبارة عن مؤتمرات سنوية يتم عقدها في إطار إتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي “UNFCCC” وهدفه هو تقييم التقدم الذي وصل إليه العالم في التعامل مع التغيرات المناخية وكانت أول الاتفاقيات لهذا المؤتمر هي إتفاقية كيتو لوضع قانون للدول المتقدمة للحد من الانبعاثات الكربونية للحفاظ على معدل الاحتباس الحراري على قدر الإمكان

وهو المؤتمر الذي استضافته بلادنا الحبيبة في دورته السابعة والعشرون في ديسمبر عام 2022، وقد أظهرت مصر تفوق في المساهمة للسلام العالمي و الفائدة العامة للجميع من خلال هذا المؤتمر

رؤية تك - Roaya Tech التغيرات المناخية

إتفاقية باريس

اتفق العالم أجمع على أنهم بالحاجة إلى تمويل خاص لمواجهة التغيرات المناخية في اتفاق باريس الذي دعا إلى جعل التدفقات المالية متماشية مع الطريق المؤدي إلى تنمية قليلة الانبعاثات للغازات الدفيئة الملوثة للبيئة وأن يركز العالم على القدرة على تحمل التغيرات المناخية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وإضافة إلى فكرة وهي تطوير البنية التحتية للدول وجعلها قادرة على تحمل الكوارث الطبيعية مما يقلل حجم الخسائر المادية والبشرية للأمم، وأيضاً تحويل معظم دول العالم إلى الاقتصاد الأخضر الذي سيوفر أكثر من 65 مليون وظيفة جديدة في جميع الأمم بحلول عام 2030

وتدعو الاتفاقية أيضاً إلى مبدأ المسؤوليات المشتركة بين دول العالم على مواجهة التحديات المناخية، ومساندة الدول النامية الفقيرة في التحول الى الاقتصاد الأخضر، ويتم لهذا تعبئة 100 مليار دولار سنويا، وهذا بحلول عام 2020

وجمع هذه المليارات تم إنشاء صندوق نقدي سمي بالصندوق الأخضر، وفي أول مؤتمر لتجديد موارد الصندوق في أكتوبر 2019، أظهر كوادر العالم ثقة كبيرة في هذا الصندوق ودعمه الكامل للدول النامية لمساعدتها للنهضة بالاقتصاد الأخضر، ولكن الموضوع ليس بهذه السهولة فالأمر جاري تنفيذه منذ أعوام كثيرة ورغم أن متوسط ما دخل الصندوق للتخفيف على الدول النامية أعباء مواجهة التحديات المناخية في عامين 2017 و 2018 هو 30 مليار دولار، ولكن هذه الأموال صرفت أغلبها في مشاريع مائية لم تخفف الأعباء على الدول النامية بالشكل الكافي، ولكن الدول مازالت تحاول أن توازن الأمر وأن تضخ الأموال من أجل مساعدة بعضهم بعض ليس من أجل المصلحة الشخصية ولكن من أجل مستقبل العالم، ولكن أعطا الله العالم هدية إلهية، وهذه الهدية خرجت من رحم معاناة أخرى، وهي فيروس كورونا عام 2020!!

فيروس كورونا والفرصة الذهبية

في أثناء أزمة الكرونا، تم غلق اغلب المصانع ذات الانبعاثات الكربونية، و قل حجم التلوث البيئي بشكل كبير بسبب تعطل عجلة الإنتاج، وهذه فرصة كما أظهرت الأمم المتحدة، فبعد إنتهاء أزمة الكرونا ظهر نهج جديد لمحاربة التحديات المناخية، فاستغلت الأمم وقوع جميع الاقتصادات العالمية، وشجعت التنمية الاقتصادية ولكن بالاقتصاد الأخضر وهذا عن طريق 6 طرق تسلكها الدول وهي:

1- الاستثمار في الوظائف المراعية للبيئة

2- بعد أزمة الكورونا سقطت عدة صناعات، فدعت الأمم المتحدة إلى تجنب إنقاذ الصناعات الملوثة للبيئة، واستبدالها ببدائل صالحة للبيئه

3- إنهاء دعم الوقود الحفري

4- مراعاة المناخ في جميع القرارات السياسية والاقتصادية الدولية منها و الوطنية

5- تشجيع العمل الجماعي

6- ألا تهمل أي دولة مهما كانت قدرتها الاقتصادية أو اختلافها العرقي والديني

وهنا نجد أن ازمة الكورونا قد سهلت الأمر قليلا على الأمم
والآن الامر بيدينا نحن، يجب أن نستغل الفرصة وننقذ الكوكب لنا ولأبنائنا من كوارث مثل المجاعات وحروب المياه بعد جفاف الأنهار، المشاركة في هذه الحرب هي واجب على كل إنسان، أنها حرب من أجل ابنائنا وحرب من أجل الأمم القادمة

واري أن بلاد العالم وخاصة العالم الاول، قد بذلت جهود داؤبه في مواجهة التحدي و خوض هذه الحرب، حتى وإن اخطائت في تقدير بعض الأمور، فقد وضعوا البذرة التي يمكن أن نرويها لنستخرج الحل النهائي لهذه الأزمة، ولكن يجب أن تتحد الأن جميعاً لأيقاف الدول ذات المطامع الأنانية، ونتجنب الصراعات الأن، لنصل إلى السلام الحقيقي الذي يعطي الفرصة للعلماء حتى يعملوا لخدمة البشرية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى