المستكشف راشد … الأمارات نحو الفضاء
كتبت : إيمان حامد
تسعى دولة الإمارات لاستكشاف الفضاء الخارجي وتعزيزاً مكانتها العلمية في مجال العلوم والفضاء لذلك قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بأطلاق مشروع مستكشف القمر تحت مسمى “راشد” لتعزيز الجهود البناءة والارتقاء بالإنجازات الفضائية وتمكينها لتطوير المهام والمشاريع الفضائية .
ومن المقرر أن ينطلق المستكشف راشد على متن صاروخ ” سبيس إكس فالكون 9 ” لتبدأ في العمل أوائل نوفمبر وبمجرد إطلاقه سيستغرق الوصول إلى القمر حوالي ثلاثة أشهر وسيكون المستكشف أصغر مركبة تحط على سطح القمر إذ يبلغ وزنها قرابة 10 كيلوغرامات .
استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2030
وقد أوضحت سارة المعيني مسؤول أنظمة الاتصال والأدوات العلمية للمستكشف راشد أنه سيتم تركيبه على مركبة الهبوط اليابانية ” Hakuto-R Mission1 “
نهاية أغسطس الحالي مشيرة إلي أنه يتم إجراء الاختبارات النهائية على المستكشف في فرنسا وذلك لإجراء اختبارات الاهتزاز والفراغ الحراري وصولاً لمرحلة تحديد نافذة الإطلاق إلى القمر.
أضافت سارة المعيني أن النموذج النهائي للمستكشف راشد يتم وضعه حالياً في اختبارات للتأكد من مدى أستعداده لكافة الظروف القاسية التي يمكن أن يتعرض لها في العديد من المراحل والتي تبدأ منذ مرحلة الإطلاق وتعرضه لاهتزازات قوية على متن الصاروخ الأمريكي حتي مرحلة صدمة الهبوط على سطح القمر وما يصحبها من ارتجاجات بالإضافة إلي مواجهة التضاريس الصعبة .
أستعرضت المعيني أنظمة الاتصال للمستكشف والتي يعتمد عليها بشكل كبير في نجاح المهمة حيث أنه يمتلك نظامين للاتصال مسؤولين عن تبادل البيانات مع محطة التحكم الأرضية وإرسال واستقبال الأوامر، وبينت أن نظام الاتصال الأول رئيسي حيث يعتمد في اتصاله مع فريق المحطة على مركبة الهبوط اليابانية Hakuto-R Mission 1 وتعمل كوسيط للاتصال بين المستكشف والمحطة الأرضية.
فوائد الحوسبة السحابية للشركات الإماراتية
وتابعت أن النظام الثاني ثانوي سيتم استخدامه في حال وجود عطل ما موضحة أن تحديات نظام الاتصال الثانوي تتلخص في الطاقة المنخفضة للبطارية التي تحدد قوة الاتصال من عدمه خاصة أن المسافة بين الأرض والقمر طويلة لذلك يجب ضمان وجود اتصال جيد البيانات.
وأفادت أنه يجب التأكد من أن هوائي المستكشف يعتمد زوايا معينة وصحيحة باتجاه الأرض مؤكدة علي أهمية كفاءة عمل الخلايا الشمسية خصوصاً أن المستكشف راشد سيمر بفترة سكون خلال الليل والتي تصل درجات الحرارة فيها سالب 173 درجة مئوية.
وألقت المعيني الضوء علي أن الأجهزة العلمية الخاصة بالمستكشف تتميز بكاميرات ثلاثية الأبعاد ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة وسيعمل بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية.
كما أنه سيضم 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، حيث مهمة كاميرا المجهر تصوير الطبقة العليا من تربة سطح القمر وبدقة عالية بينما ستوفر كاميرا التصوير الحراري صورة تساعد في معرفة خصائص تربة سطح القمر وأحجام حبيباتها، لافتة إلى أن هذه التقنيات حديثة وتوفر معلومات جديدة عن القمر .
ومن المتوقع أن يرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة تتضمن صوراً للهبوط على سطح القمر، والصور السطحية الأولى، وصوراً ليلية للأرض، وصوراً حرارية، وصوراً ذاتية، إضافة إلى إرسال بيانات الملاحة.
و سيقوم بإجراء اختبارات علمية عدة على سطح القمر تسهم في إحداث تطورات في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات ولا يقتصر التأثير الإيجابي على قطاع استكشاف الفضاء فقط بل يمتد أثره إلى العديد من القطاعات الأخرى كقطاع الصناعات التكنولوجية وقطاع الاتصالات وغيرها من القطاعات .