مقالات

تقنية حماية البيانات.. التشفير الكمي

في عالمنا المعاصر، نحتاج إلى طرق فعالة وآمنة لنقل وتخزين البيانات الهامة، سواء كانت مالية أو صحية أو سياسية أو عسكرية. لكن الطرق التقليدية للتشفير، التي تعتمد على الرياضيات المعقدة، قد تصبح عرضة للخرق بواسطة الحواسيب الكمومية القوية في المستقبل. لذلك، يبحث العلماء والمهندسون عن تقنية جديدة للتشفير تستند إلى الفيزياء الكمومية، وهي علم يدرس سلوك الجسيمات الدقيقة جدا.

ما هي أهمية التشفير الكمي

التشفير الكمي هو تقنية تستخدم خصائص الجسيمات الكمومية، مثل الفوتونات أو الإلكترونات، لإنشاء ونقل مفاتيح سرية لتشفير وفك تشفير الرسائل. الميزة الرئيسية لهذه التقنية هي أنها تضمن أن أي محاولة لاعتراض أو تغيير المفاتيح ستكشف عن نفسها على الفور، لأنها ستؤثر على حالة الجسيمات الكمومية وتترك آثارا ملحوظة. بالتالي، يمكن للمرسل والمستقبل التحقق من سلامة المفاتيح ورفضها إذا تم التلاعب بها.

هناك عدة طرق لتنفيذ التشفير الكمي، ولكن أكثرها شيوعا هو توزيع مفتاح الكم (QKD)، وهو عملية تتيح لطرفين تبادل مفتاح سري عن طريق إرسال نبضات ليزرية تحمل حالات كمومية مختلفة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الاستقطاب أو الطور أو التشابك لتمثيل البتات الكمومية (qubits)، وهي وحدات المعلومات الكمومية التي يمكن أن تأخذ قيمتين ممكنتين في نفس الوقت. عند استقبال النبضات الليزرية، يقوم المستقبل بقياس حالاتها الكمومية ويقارنها مع المرسل لتوليد مفتاح سري مشترك. إذا تم اكتشاف أي خلل في النبضات، فهذا يعني أن هناك مخترقا حاول قراءتها أو تغييرها، وبالتالي يتم التخلص من المفتاح.

الويب المظلم: سوق سوداء لبيانات الشركات وكاسبرسكي ترصد 1700 منشور شهريًا

التشفير الكمي هو تقنية مبتكرة وواعدة لحماية البيانات من الاختراق في عصر الحوسبة الكمومية. ومع ذلك، فهي تواجه بعض التحديات الفنية والعملية، مثل الحاجة إلى قنوات اتصال آمنة وموثوقة ومعدات حساسة ودقيقة ومعايير موحدة وقوانين واضحة. لذلك، يجب على الباحثين والمطورين والمستخدمين العمل معا لتحسين وتطوير هذه التقنية وتعزيز ثقافة الأمن السيبراني في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى