خطوات الإمارات لتصبح مركزاً دولياً للابتكارات الطبية
كتبت _ ياسمين أحمد
تطورت الصناعات الطبية في الإمارات العربية المتحدة بشكل ملحوظ في السنوات الماضية، حيث شهدت خلالها ارتفاعاً كبيراً في أعداد الشركات المصنّعة للأدوية، إضافة إلى ذلك تضاعف أعداد الأدوية التي يتم تصنيعها محلياً داخل البلاد.
كذلك كان للإمارات دور إقليمي واضح في توفير لقاحات مضادة لفيروس «كورونا» أثناء الجائحة التي ظهرت في ربيع عام 2020، وذلك بعد أن ظهر التعاون بين شركة «حياة بايوتك» الإماراتية ومنتجي لقاح «سينوفا رم» الصيني في إنتاج لقاح محليّ باسم «حياة فاكس».
والسؤال هنا كيف يحافظ القطاع الطبي الإماراتي على هذا التقدّم الواضح في ظل التسارع الكبير الموجود نتيجة تطوير تقنيات تكنولوجيا حديثة؟ لا سيما الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء؟ المزيد في تقرير مراسلة CNN الاقتصادية، رهام درويش.
تمكنت مستشفى خاص في دبي، من توصيل أدوية إلى منزل مريض من سكان واحة دبي للسيليكون، عن طريق طائرة بدون طيار (الدرون)، للمرة الأولى، مسجلاً ريادة في هذا المجال على مستوى المنطقة.
وأصبح «مستشفى فقيه الجامعي»، تعتبر مركز الرعاية الصحية الذكي في واحة دبي للسيليكون، المنضوية تحت سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة «دييز»، وتعد أول مُقدّم للرعاية الصحية في الشرق الأوسط يستخدم هذه التكنولوجيا لتوصيل الأدوية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز تنافس دبي عالمياً في مجال اعتماد التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقاتها، وتماشياً مع مستهدفات «برنامج دبي لتمكين النقل بالطائرات بدون طيار»
سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم هو من أطلق برنامج دبي لتمكين النقل بالطائرات بدون طيار، وهو ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، عام 2021.
جاء ذلك بهدف تعزيز التكامل بين مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسة في دبي، وأملا في توظيف أحدث الأفكار والتقنيات والحلول النوعية، وايضا العمل على توفير بنية تحتية متطورة تمكن المبتكرين والجهات المشاركة في البرنامج من اختيار حلول جديدة في مناطق اختبارات نموذجية.
والعمل على الاستفادة من البيئة التي تدعم التطوير المستمر التي توفرها «دييز» من خلال واحة دبي للسيليكون، وانطلاقاً من موقعها مركزاً للابتكار والمعرفة واختبار تقنيات المستقبل الذكية.
قام مستشفى فقيه الجامعي بهذه الخطوة الرائدة في مجال الرعاية الصحية، إيماناً بأهمية توصيل الأدوية بفاعلية وفي أفضل وقت باستخدام أحدث التقنيات.
وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل والهيئة العامة للطيران المدني في دبي، حيث تم توصيل الأدوية بنجاح ضمن مسافة 10 كيلومترات إلى منزل أحد مراجعي المستشفى في أحد المجمّعات السكنية في واحة دبي للسيليكون.
وتعليقاً على هذه الخطوة، أوضح المدير العام لواحة دبي للسيليكون، الدكتور جمعة المطروشي: «بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والمعرفة ضمن خطة دبي الحضرية 2040، وأكد حرص واحة دبي للسيليكون على أن تكون مختبراً مفتوحاً لأحدث الحلول الذكية والتقنيات والابتكارات المتقدمة.
وكل هذا جاء تماشياً مع مستهدفات (برنامج دبي لتمكين النقل بالطائرات بدون طيار) الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فإننا ملتزمون بتمكين الجهود كافة من داخل الدولة وخارجها من أجل تطوير واختبار حلول نقل مختلفة وجديدة بدون طيار تعزز الخدمات و ترتقي بجودة الحياة».
وأضاف أن «نجاح الحلول التي يتم تطبيقها على نطاق واسع يعتمد على العديد من التجارب والاختبارات التي تسبق تطبيقها حتى الوصول إلى النتائج النهائية المنشودة. ولهذا نحرص على توفير بيئة داعمة للشركات لتطبيق الاختبارات وتقييم الظروف والمخرجات وايضا العمل على إنجاز الحلول بناءً على المعطيات والبيانات، ونهنّئ مستشفى فقيه الجامعي على هذه التجربة الناجحة».
قال الرئيس التنفيذي لمستشفى فقيه الجامعي، الدكتور فاتح محمد جول، إن «بيئة دبي الداعمة للابتكار والمحفزة على تبني التكنولوجيا من أجل خدمة المجتمع مصدر إلهام للتميز في مختلف المجالات». وأضاف: «أن هذه المبادرة تمثل إنجازاً نوعياً نحو تعزيز إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، والعمل علي تحقيق التكامل الرقمي الكامل. كما تحرص المستشفى على دمج أحدث التقنيات في عمليات التشغيل اليومية. ونحن نؤمن بأن إمكانات التكنولوجيا الحديثة لا حدود لها، وهذه مجرد بداية لما سوف تقدمه التقنيات المستقبلية».
وأشار إلي دعم سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة (دييز) ومؤسسة دبي للمستقبل والهيئة العامة للطيران المدني في دبي، لتحقيق هذا الإنجاز.
وأضاف: «يعزز مستشفى فقيه الجامعي موقعه الريادي في المساهمة في صياغة مستقبل الرعاية الصحية في دولة الإمارات من خلال تبنّي الابتكار واستكشاف وتوظيف التقنيات الأحدث. وتوصيل الأدوية بالطائرات بدون طيار هو مؤشر على التزامنا الدائم بالتميّز وجودة حياة المجتمع الذي نعتز بتقديم خدماتنا إليه»
كما يُعد توصيل الأدوية عبر الطائرات بدون طيار تحولاً نوعياً في مجال الرعاية الصحية.
يضمن هذا النهج المبتكر عناصر رئيسة، من أهمها
الاستجابة السريعة إذ يمكن لمستشفى توصيل الأدوية بسرعة كبيرة إلى المرضى ما يقلل بشكل كبير من وقت الاستجابة
هذه التقنية تسهم في إنقاذ الأرواح في الحالات الحرجة، إضافة إلى زيادة إمكانية الوصول، حيث تتخطى الطائرات بدون طيار الحواجز الجغرافية، وهذا يتيح للمرضى استلام الأدوية دون تأخير.
كما تضمن هذه الحلول المتقدمه في مجال الصحة استفادة جميع سكان الإمارات بشكل فعال وآمن وأيضا سريع من خدمات الرعاية الصحية من حيث الأولوية الممنوحة السلامة والالتزام باللوائح والبروتوكولات الصارمة، يلهم تطوير المبادرات الرائدة وإعادة تشكيل مفهوم الرعاية الصحية.
علاوة على ذلك أنه يتضمن نظام توصيل الأدوية باستخدام الطائرات بدون طيار مزايا متقدمة، مثل تقنية تجنب الاصطدام والمراقبة الفورية في الوقت الحقيقي، ما يضمن النقل الآمن للأدوية.
وأنجز مستشفى فقيه الجامعي هذا التقدم النوعي في مجال الرعاية الصحية، من خلال التعاون مع السلطات التنظيمية والمنظمات الصحية والجهات ذات الصلة في هذا المجال لضمان تكامل سلس لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار في نظام الرعاية الصحية.
يعمل مستشفى فقيه الجامعي على الاستفادة الكاملة من هذه الحلول المبتكرة والعمل على تحسين نتائج المرضى، ورفع معايير البيئة الصحية في الإمارات، كما يهدف إلى خلق مسار يلهم تطوير المبادرات الرائدة وإعادة تشكيل مفهوم الرعاية الصحية.
كما تضمن هذه الحلول الاستدامة، وتدعم رؤيتها في أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الابتكار.
