لغات البرمجة بين الماضي والحاضر
كتبت – فرح محمد محمود
أصبحت التكنولوجيا هي مجال العمل الرئيسي حول العالم ويتعلم الكثير من الناس العلم منها وإلى جانب هذه العلوم هي علوم لغات البرمجة حيث أن لغات البرمجة لها أهمية كبيرة، وتكمن أهمية البرمجة في إمكانية استخدامها لإعطاء مجموعة من الأوامر للأجهزة الحديثة لإخراجها كمجموعة من البرامج، وبدون لغات البرمجة لا يمكننا اليوم استخدام الإنترنت بشكل جيد سواء على أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، كما يمكننا توفير الكثير من الأرباح من خلال العمل في البرمجة فهي الآن من مصادر كسب المال بسبب أهميتها الكبيرة في جميع مجالات التكنولوجيا.
وتعريف لغات البرمجة هو عملية استخدام المنطق لأداء عمليات ووظائف محددة في أجهزة الكمبيوتر، ويتم تنفيذ هذه العمليات المنطقية بلغات برمجة محددة ممثلة في مجموعة من التعليمات والأوامر المكتوبة، لإنشاء برنامج معين وتوجيهه إلى الكمبيوتر لتنفيذه وتنظم لغات البرمجه طريقة تواصل الأجهزة الإلكترونية مع بعضها البعض مثل الروبوتات والأجهزة الطرفية والطابعات وأنواع أخرى من الأجهزة الذكية، تسمح أيضًا للشخص بالتواصل مع الجهاز وكان الظهور الحقيقي للغة البرمجة الأولى في عام 1956م.
يعود تاريخ لغات البرمجه إلى أكثر من 125 عامًا وكانت تعرف باسم FORTRAN، فعندما ظهرت لغات البرمجه لأول مرة ظهرت في استخدامات صناعية تم اعتمادها للتحكم في إنتاج المنسوجات عن طريق رسم ثقوب بطريقة معينة على البطاقات، بحيث يتم تغيير هذه البطاقات لإنتاج أنواع مختلفة من المنسوجات.
بعدها تطورت لتظهر لغة برمجة تعرف باسم LISP التي تعد من أفضل لغات برمجة تطبيقات الذكاء الصناعي في الوقت الحالي، ولكن يوجد الكثير من لغات البرمجه لا تستخدم حتى الآن كلغة اليسب.
ولغات البرمجة الأساسية التي تم اختراعها في عام 1964 ظهرت بمفهوم جديد وهو مفهوم البرمجة الشيئية بحيث تم تصميم هذه اللغات وإرشادهم إلى الأشياء التي يستخدمها الناس، وخلال هذا الوقت ظهرت العديد من لغات البرمجه المختلفة والتي لا يزال الكثير منها يستخدم اليوم كلغة باسكال Pascal، والتي تم تطويرها في عام 1971م على يد نيكلاوس ويرث، ولغة البرمجة C ظهرت عام 1972، ولغة برمجة قواعد البيانات SQL طورها Edgar Code عام 1974م، وما زالت هذه اللغة من اللغات الرئيسية والمهمة حتى الآن، ولغة البرمجة ++C ظهرت عام 1979م، واللغتان C و ++C هما اللتان اعتمدت عليهما باقي اللغات واقتبست منها معظم قواعدها.
وأدى انتشار الإنترنت إلى تطوير العديد من لغات البرمجه حيث طور Tim Berners-Lee لغة البرمجة HTML في عام 1990م، وبعدها في العام التالي ظهر اثنتين من أهم لغات البرمجه في العالم وهما لغة البرمجة Python ومن برمجة Visual Basic، و عام 1995 ظهر لغة البرمجة Java التي قدمها المبرمجون في Sun Microsystems.
وبعد وصولنا للألفين ظهرت العديد من لغات البرمجه الحديثة والمتطورة، التكنولوجيا التي تدخلت في جميع المجالات التكنولوجية في الوقت الحالي وتنقسم لخمسة أجيال، وأولى لغات البرمجة 1GL هي لغة برمجة لمستوى الآلة، في البداية لم يمكن استخدام المترجم لترجمة Compile أو تجميع لغات الجيل الأول، كان يتم إدخال التعليمات من خلال مفاتيح اللوحة الأمامية لنظام الحاسوب وهذه اللغة تكون على شكل الصفر والواحد ( 0 – 1)، كما أن الفائدة الرئيسية هي سرعة وكفاءة الكود المكتوب حيث يتم تنفيذها مباشرة من وحدة المعالجة المركزية، مع ذلك تعتبر لغة الآلة أكثر صعوبة من لغات البرمجه، وتزداد الصعوبة في التعديل عند حدوث خطأ.
والجيل الثاني من لغات البرمجه 2GL ظهر بسبب العيوب في الجيل الأول وتطور تصميم لغة قادرة على استخدام من 1 ل 5 أحرف لكتابة الأوامر، وهي لغة تختصر بعض العبارات والرموز المستخدمة ففيها يتم استبدال الرموز الرقمية في لغة الآلة بمجموعة من الكلمات الرمزية المختصرة باستخدام اللغة الإنجليزية واعتبرت هذه اللغة قفزة عملاقة في عالم لغات البرمجه، وهذه العملية تسمى تجميع اللغة المحددة لاستخدام بيئة معينة من المعالجات.
وتطورت لغات البرمجه أكثر لتظهر ما يسمي باللغات الإجرائية وهى مستوى أعلى من لغات التجميع وكانت المشاكل الموجودة فى لغات التجميع تعتمد اعتماداً كبيراً على نوع المعالج الذى يتعامل معه وكان يجب على المبرمج التفكير والتعامل مع كل تفصيلة دقيقة من البرنامج، اعتماداً على هذه الفكرة تم تطوير لغات برمجة التي تمكّن المبرمج من بناء برنامج معتمداً على النظرة الكلية (High-Level) ومن ثم تحويلها لمكونات أدنى (Low-Level)، ونتج عن ذلك جيل ثالث 3GL من لغات البرمجه عرفت باسم لغات البرمجه عالية المستوى (High-Level Languages) واعتمدت هذه اللغات على لغة الإنسان الطبيعية واللغة الإنجليزية ورموز رياضية ومنطقية معروفة، ثم ظهرت بعد ذلك لغات البرمجه الشيئية (Object Oriented) وكانت هي الأخرى تطورًا كبيرًا وضخمًا فى عالم البرمجيات حيث أتاحت للمبرمج التخلي عن التفاصيل الدقيقة والتركيز فى احتياجات المستخدم من البرنامج.
وظهر الجيل الرابع من لغات البرمجه 4GL عبارة عن النتيجة الطبيعية لتطور لغات البرمجه في الجيل الثالث لتقديم الجيل الثالث معظم ما يمكن تقديمه فى تطور اللغات حينها ماعدا تخصص اللغات في مجالات عمل معينة وظهرت لغات الجيل الرابع لتبعد كل البعد عن لغة الآلة وتتجه الى اللغات الطبيعية مباشرة مثل: قواعد بيانات – مولدات التقارير – تحليل البيانات رسم الواجهات – اللغات الاستعلامية – لغات التحسين الرياضي – لغات الجداول الإلكترونية.
ومن مميزات هذا النوع من اللغات أنه يمكن تكوين برامج كاملة بدون كتابة كود فقط بل نقوم بعملية التحليل ونبدأ فى إنشاء البرامج عن طريق واجهة رسومية.
والجيل الخامس من لغات البرمجه 5GL صممت لكي يقوم الحاسب بتنفيذ برامج بدون المبرمج ودون الحاجة لمعرفة كيف يتم كتابة الكود بالتفصيل، تستخدم هذه بشكل رئيسي في برامج الذكاء الصناعي Artificial Intelligence، وتتميز باهتمامها بالواجهة البينية Interface بين المستخدم والكمبيوتر بحيث يمكن التعامل معها بالصوت والصورة واللغة البشرية ويمكن اعتبار الفيجوال بيسك مثالًا بسيطًا عليها.
