مقالات

تقنية الهولوجرام وحلم الخلود

 

كتبت – فرح محمد محمود

 

بدأت تقنية الهولوجرام منذ أن تخيلها الكاتب الروائي الكبير جول فيرن عام 1893، ف أصبحت تقنية الهولوجرام حلما من أحلام الخيال العلمي تم تخيله في العديد من الأعمال الفنية ، ولكن كما كان السفر إلى القمر والفضاء مستحيلا أو حلم من أحلام الخيال العلمي يوما ما اصبح حقيقة ملموسة نلمسها يومياً، أصبحت أيضاً تقنية الهولوجرام حقيقة علي ارض الواقع.

تقنية الهولوجرام

ستكتشف أن تقنية الهولوجرام أقرب إليك مما كنت تتصور فهي موجودة بجانبك دائما في كافة البطاقات مثل صورتك في البطاقة الشخصية وغيرها تتضمن شكلاً من الأشكال الأساسية من الهولوجرام والمعروف باسم الانتقالي والذي يعمل على عكس الإضاءة خلاله ليقوم بتغيير الصورة طبقاً لتغيير اتجاه الإضاءة واتجاه رؤية الشخص.
تمتد تقنية الهولوجرام من هذه الاستخدامات الأساسية البسيطة و المنتشرة إلى استخدامات أكثر تعقيداً لتتمكن من اقتحام العديد من المجالات المختلفة فلقد أصبح من الممكن رؤية هذه التقنيات في التطبيقات العسكرية والطبية والعلمية وأيضاً الترفيهية.

بدأ تطوير تقنية الهولوجرام عام 1962 بالتعاون بين يوري دينيسوف من روسيا وبين عالمين من جامعة ميشيغن الأمريكية هما إيميت ليث وجوريس أوباتنيكس، وقد تمكن العلماء الثلاثة من تطوير تقنية ليزرية يمكنها تسجيل الأشياء بأبعاد ثلاثية، وعلى الرغم من أن الناتج لم يكن مثالياً إلا أنه كان البداية الأساسية والنواة التي تم تطويرها للوصول إلى التطبيقات الحديثة المتطورة لهذه التقنية.

هي تقنية تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر بحيث تطفو الصورة في الهواء كمجسم هلامي فيه طيف من الألوان ليتجسد على الشكل المراد عرضه، وذلك باستخدام جهاز ليزر ومقسم للأشعة، عدسات ومرايا إضافة إلى فيلم هولوغرافي ، وتعمل هذه التقنية من خلال حدوث تصادم بين الموجات الضوئية والشيء الذي يرغب المستخدم في تصويره وعرضه مما يسمح للمستخدمين بإمكانية مشاهدة الأجسام ورؤيتها من جميع الاتجاهات كما لو كانت أجساما حقيقية لها وجود.

و يقع كيفية تسجيل الهولوجرام بتصوير العنصر المراد تصويره سواء كان شخصاً أو أي شيء آخر في بيئة نقية من خلال أشعة الليزر، ثم بعد ذلك إضافة البيانات التي تم تسجيلها إلى وسيط تسجيل يعمل على توضيح الصورة وتنقيتها،و لهذه التقنية عند التصوير يتم فصل أشعة الليزر إلى اثنين يتم إعادة توجيهها من خلال المرايا، الأشعة الأولى يتم إسقاطها مباشرة على العنصر المراد تصويره ليتم تسجيل كم الإضاءة المنعكس من على هذا العنصر على وسيط التسجيل، أما الأشعة الثانية فيتم توجيهها إلى وسيط التخزين نفسه ومن خلال الوسيط يتم تقاطع هذه الأشعة لتقوم بطباعة وتسجيل الصورة ثلاثية الأبعاد على الوسيط ليتم استخدامها فيما بعد.

تقنية الهولوجرام

النوع الآخر من أنواع الهولوجرام هو ثلاثي الأبعاد المخصص تقنية الواقع المعزز وتعمل هذه التقنية على إظهار عناصر ليست موجودة بالفعل ولكنها تبدو كذلك من خلال النظر إليها عبر وسيط مثل النظارات المخصصة لذلك أو شاشات الهواتف الذكية، ويمكن اختبار هذه التقنية من خلال نظارات HoloLens من مايكروسوفت أو من خلال تطبيقات ARKet الخاصة بآبل وتطبيقات ARCore الخاصة بجوجل.

و اخيرا ،بفضل تقنية الهولوغرام في عالم المؤثرات البصرية عادت سيدة الغناء العربي أم كلثوم إلى قصر عابدين لتحيي سلسلة من الحفلات الافتراضية في مصر . وذلك بعدما أحيت حفلات سابقة على خشبة المسرح في دار الأوبرا، وفي السعودية والإمارات، واُستخدمت هذه التقنية من قبل لتجسيد ظهور شخصيات شهيرة في أماكن مختلفة، منهم المغنيان الراحلان مايكل جاكسون و إلفيس بريسلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى