جلد اصطناعي يفوق بشرة الإنسان

 سندس اشرف

في الآونة الأخيرة شهد مجال البحث العلمى وخاصة مجال صناعة الروبوتات اكتشافًا جديدًا، حيث اخترع العلماء ما يسمى ب “الجلد الاصطناعي”، والذي يعطي للروبوتات القدرة على الشعور والإحساس بشكل مماثل للإنسان، والغريب والمخيف في الأمر أنه قد يكون أكثر حساسية من جلد الإنسان، فيمكن الإنسان الآلي من تجربة الأحاسيس التي هي مستحيلة بالنسبة للإنسان العادي.

وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة “Small”، التي كشفها فريق من الباحثين من جامعة “نانيانج” التكنولوجية في سنغافورة، أنهم صنعوا بالفعل ذلك «الجلد الاصطناعي».

وأكدوا أنه من خلال تطويره سيكون لدى الروبوتات قدرة على الإحساس بشكل يفوق البشر، وهو ما سيتم صنعه في المستقبل القريب “روبوتات خارقة”، هذا سيعطي الروبوت القدرة على الشعور بمجرد الاقتراب من الجسم قبل أن يضغط على الجلد الصناعي، وذلك خلال ما ذكرته صحيفة “The sun” الإنجليزية.

–أهم مواصفات ومميزات الجلد الاصطناعي:

يتسم بالحساسية الشديدة، لدرجة أنه لا يشعر فقط بالضغط المباشر عليه، ولكن عند اقتراب الأشياء منه.

ويعد هذا الجلد الاصطناعي هو “أيونترونيك”، مما يعني أنه يدمج الأيونات والأقطاب الكهربائية، لمحاولة تفعيل الإحساس لديه.

–مما يتكون الجلد الاصطناعي؟

ويتكون الجلد تحديدًا من طبقة إسفنجية مسامية مبللة بسائل مالح، تدخل بين طبقتين من الأقطاب الكهربائية المدمجة مع النيكل، وتلك المكونات الخام تتسم بأنها منخفضة التكلفة وقابلة للتطوير بسهولة، والأمر الذي يجعل هذا النوع من التكنولوجيا مناسبا لإنتاجها بالجملة وهذا حسب ما قاله الباحثين.

ونتيجة التصميم المميز للجلد، فإنه عندما يكون هناك ضغط مطبق عليه تتغير سعته، مما ينتج عنه إشارة كهربائية.

وقال مؤلف الدراسة “ييفان وانج” الأستاذ المساعد بجامعة نانيانج التكنولوجية: “لقد صنعنا جلدًا صناعيًا بقدرات استشعار تفوق بشرة الإنسان، وعلى عكس جلد الإنسان الذي يستشعر معظم المعلومات من أفعال اللمس، فإن هذا الجلد الاصطناعي يحصل أيضًا على معلومات معرفية غنية مشفرة، لا يمكن الحصول عليها من خلال عمليتي الاقتراب أو اللمس”.

كما أشار وانج إلى أن تصميم الاختراع يخلق “مجالًا كهربائيًا هامشيًا” أيضًا حول حافة الجلد، مما يساعده على تمييز أي شيء يلمسه أو يقترب منه حتى سواء كان جلدًا بلاستيكيًا أو معدنيًا أو بشريا.

وأضاف أنه من خلال العمل على نتائج تلك التجربة من الممكن أن يُخترَع الجيل التالي من تقنيات الإدراك الخاصة بالروبوتات، وهذا الاختراع سوف يتفوق أجهزة الاستشعار الموجودة حاليًا.

–فوائد وأهمية الجلد الاصطناعي:

1- يساعد الجلد الاصطناعي الأشخاص الذين تعرضوا لعمليات بتر أطرافهم أن يشعروا مرة أخرى بأطرافها ولكن بطريقة مختلفة.

2-الفرد الذي يعاني من حروق بالغة تتلف السُمك الكامل للجلد.

ويجري الآن الباحثون في أستراليا أبحاثًا لابتكار طريقة جديدة لإنتاج الجلد الصناعي، وبصورة أسرع وأكثر فعالية.

هل ستتحكم الآلات في عالم البشر يومًا ما

ومن المنتظر أن يبلغ سمك الجلد المنتج مللي متر واحدًا فقط ويستخدم في إعادة بناء طبقة البشرة، كما يستطيع الباحثون جعل سُمك الجلد نحو 1.5 مللي متر، ولكن يتطلب هذا الأمر نخاعًا عظميًا من جسم المريض نفسه أو من شخص متبرع.

وحتى الآن تعمل فرق بحثية أخرى من جامعات كثيرة حول العالم على تقنية جلد الإنسان الآلي “الجلد الاصطناعي.