مهارات تحتاج تعلمها في أزمة التوظيف العالمية

كتبت: فاطمة الزهراء مجدي

إن العالم يعاني الآن من الأزمة الاقتصادية التي خلفها وباء كورونا الذي اجتاح العالم بشراسة لأكثر من عامين وكذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي ساعدت على تصاعد لهب الأزمة.

 وبالطبع ارتفاع أسعار الدولار كما هو الحال السائر في مصر والذي جعل أغلب الشباب يحاولون الوصول إلى وظائف مساندة لوظيفتهم الأساسية وذلك غير الذي ما زال يبحث عن وظيفته الأساسية.

المهارات المطلوبة في سوق العمل 2023 

والحقيقة أن العالم المتجه نحو التكنولوجيا بخطى واثقة الآن جعل من المستحيل تجاهل ذلك والسير في اتجاه معاكس، حيث أصبح من الضروري مواكبة التغيرات والتطورات الحادثة من أجل المحافظة على الوظائف التي بدورها قد تكون في أيدي الروبوتات مستقبلاً.

وبالرغم من الاطمئنان الذي يحاول الكثيرون بثه في أصحاب الوظائف باستحالة الإمكانية باستبدالهم بالروبوتات إلا أن الأمر أصبح لزاماً أن يتقنوا بعض المهارات الجديدة التي تضمن لهم بعض الاستقرار وذهاب الريبة من تلك التغيرات المتسارعة.

ويؤكد على ما سبق تقرير مجلة فوربس الأمريكية وعلى لسان مات سيغلمان، وهو رئيس معهد بيرنينج جلاس إنستيتيوت “Burning Glass Institut”، فقد تمت الإشارة إلى المرتبات المجزية التي يتلقاها من يهتم بتعلم مهارات الأتمتة على عكس غيرهم الذين ما زالوا في براثن الخطر من المرتبات غير الكافية من ناحية، والخوف من انعدام القدرة على مواكبة تطورات العمل من ناحية أخرى.

وفيما يخص المستقبل والمهارات التي لابد من الاهتمام بتعملها وتطويرها أو الابتعاد عن بذل الوقت والجهد فيها فسنتحدث من خلال ثلاثة محاور:

–المحور الأول: لدراسة التي أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي *World economic forum* عن عدة وظائف من المتوقع ارتفاع شأنها بالفترات المقبلة وارتفاع الطلب على من يملكون المهارات اللازمة لتأديتها، وذاك مثل:

أ- متنبئ الكوارث الإلكترونية: وهي الوظيفة التي تختص بالقدرة على التنبؤ بالهجمات الإلكترونية في المنظمات الهامة التي من شأنها أن تقلب الأمور رأساً على عقب نظراً للخطر الذي تشكله على البيانات والأموال.

ب- مدير الفرق التي تجمع بين الآلة والإنسان: وهو من سينظم الأعمال التي سيتم تكليف الآلة بها بحيث تستطيع تأديتها بكفاءة أكبر من التي سيقدمها الإنسان، ويقوم بنفس الأمر بالنسبة للأعمال التي سيتم تكلفة الإنسان بها بحيث يبني بينهما شراكة متعاونة.

ج-مدير تصميم المنازل الذكية: حيث ظهرت الحاجة لتلك الوظيفة خلال جائحة كورونا بحيث يتم تزويد المنازل بأجهزة تحكم وشاشات حائط وأجهزة للأمان وعوازل صوتية.

–المحور الثاني: تقرير فوربس الذي أشار إلى عدة مهارات أسماها بالمهارات الغارقة وهو ما يشير إلى المهارات التي ليس من الضروري تعلمها بسبب عدم وجود أي توقعات بالحاجة إليها في المستقبل وذلك مثل: مدير قواعد البيانات، المستشار المالي، المدقق، العامل بالمبيعات، المستشار التجاري، مهندس قواعد البيانات، مصمم المواقع الإلكترونية.

– المحور الثالث وهو الأهم: الأربع مهارات الذين يحتلون المعدلات التوظيفية من عام ٢٠١٨ بحيث تتطلب وظيفة من ثمانية وظائف هذه المهارات وهذا تبعًا لإحصائيات عام ٢٠٢١، كما أن كل من يمتلك تلك المهارات يتمتع براتب مرتفع بشكل كبير مقارنةً بمن لا يملكها، وتلك المهارات هي:

أ-الذكاء الاصطناعي.

ب-الحوسبة السحابية.

ج- التعلم الآلي.

د- إدارة الإنتاج ووسائل التواصل الاجتماعي.

هل ستتحكم الآلات في عالم البشر يومًا ما

بالطبع إن التغيرات لا تحدث بين ليلة وضحاها، إن الأمر يأخذ الكثير من الوقت وربما سنوات حتى نرى الاختلاف بعين الوضوح، لكن ما سبق ذكره هو ما يعتبر فرصة لكل من يريد ألا يحمل مشقة تخلفه عن الركاب بالمستقبل، وضمان وضع مالي مريح في ظل مستقبل ضبابي لا تظهر ملامحه بعد.