سندس اشرف
الهايبرلوب ،العالم يمر بحالة من التطور التكنولوجي وأسلوب الحياة السريع، والإنسان بطبيعته كائن مطور لذاته وللبيئة التي يعيش فيها، وفي الأغلب قد نكون شاهدنا في أفلام الخيال العلمي بهوليوود وجود أنفاق أنابيب طويلة فوق الأرض أو في باطنها، وبها كبسولات تستخدم كوسيلة للمواصلات تنقل الأشخاص إلى أعمالهم أو مهامهم اليومية أو ينقل فيها البضائع في وقت سريع جدًا لا يتعدى دقائق أو ساعات حتى لو كانت المسافة بعيدة جدًا لدولة أو قارة أخرى وهذا الشيء يعرف باسم الهايبرلوب.
ما هو الهايبرلوب؟
من ناحية الشكل النظري يعتبر وسيلة من وسائل النقل البري الحديثة مثل القطارات والمركبات العادية، لكنه يختلف بعض الشيء عنهم من جانب أن الركاب يدخلون في كبسولة متشابهة في الشكل “للترام” داخل شبكات من الأنابيب العملاقة ويكون ضغطها منخفض تربط بين محطتين في باطن الأرض أو فوقها وشبه مفرغة من الهواء لتتخطى كل السرعات وتكسر حاجز الوقت، يتم التحكم بها عن بعد حيث لا يوجد بها سائق، لا تتوقف إلا عند الوصول للمكان المطلوب، وسرعة الهايبرلوب تتجاوز سرعة الطائرة تتخطى ألف كيلومتر/ساعة.
يندفع الركاب بها بسرعة عالية جدًا على وسائد هوائية وبها حقل مغناطيسي يتم توليده بمحرك كهربائي يستمد طاقته من الشمس لذلك لا تحتك بجدران الأنبوب.
من أطلق هذا المشروع وما أبرز الشركات التي طورته؟
أطلق رجل الأعمال الأمريكي “إيلون ماسك” واستند في تصنيعه إلى مبادئ تعود إلى 100 عام.
تقوم الشركات الكبرى باستثمار أموال طائلة في مشروع الهايبرلوب واتخذت إجراءات جادة وقامت بوضع أنابيب في صحاري دبي كتجربة، كما كشف النقاب عن أنابيب هايبرلوب داخل مستودعات في أوروبا، ويعتبر مشروع الهايبرلوب أكثر استدامة من طرق النقل الجوي كالطيران وأنه أسرع بمراحل فائقة من القطارات السريعة.
على الرغم من أن الهايبرلوب مشروع مستقبلي إلا أنه بنسبة كبيرة له أصول من الماضي، بداية فكرة نظام النقل عن طريق الهايبرلوب كانت في “العصر الفيكتوري”.
فإنه ليس مفهومًا جديدًا من الناحية التقنية لأن طريقة النقل هذه كانت موجودة قبل فترة طويلة من الزمن وهذا ما أوضحه قائد السكك الحديدية النقل الدولي لشركة “موت ماكدونالد” في لندن “كريس دولاكي” وأشار إلى تجربة أجريت أواخر القرن التاسع عشر على يد المهندس البريطاني “برونيل” باستخدام الهواء المضغوط لنقل العربات المدفوعة وأن النموذج الأصلي الأول للقطارات المدفوعة الذي وضعها “برونيل” يوجد داخل متحفه في “بريستول” جنوب إنجلترا.
ورغم تلك التجربة فإن مشروع الهايبرلوب عرضه ماسك منذ أكثر من قرن، وقال “إنه سيكون من الرائع وجود بديل للقيادة أو الطيران”، وأوضح أن نظام النقل المستقبلي هذا يجب أن يكون أكثر أمنًا وسرعة وأقل تكلفة وأكثر استدامة وملائمة وليس مزعجًا مثل طرق النقل الأخرى كالطيران والقطارات، ويجب أن يتحدى الكوارث الطبيعية وألا يتأثر بالطقس ومشكلاته.
_من ضمن الشركات التي في سباق تنفيذ مشروع الهايبرلوب هي شركة “Hyperloop Transmission technologies” ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية.
-شركة “Virgin Hyperloop one” ومقرها أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية والتي قامت ببناء مقصورة كاملة عام 2017، سرعتها 387 كيلومتر في الساعة، وتعد شركة Virgin Hyper Loop one من أكبر الشركات في مجال نظام النقل هايبرلوب وتهدف إلى صناعة حلقة كاملة في الأعوام القادمة، وخططت لإنشاء أول مسار هايبرلوب بطول 435 كيلومترًا بين مدينتي لاس فيغاس ولوس أنجلوس لنقل الركاب المسافرين في خلال عشرين دقيقة، والشركة أيضًا لديها مشاريع هايبرلوب في المملكة العربية السعودية والهند.
–شركة “Transpod” وهي شركة كندية.
-شركة “Hyperloop Hardt” الهولندية وأعلنت عن افتتاح مكان للاختبار عام 2019 وكشفت عن خطط مستقبلية لتطوير نظام النقل والمواصلات في كافة أنحاء أوروبا، وقال الرئيس التنفيذي للشركة “ستكون هذه الخطوة الأولى نحو إنشاء شبكة هايبرلوب بديلة”.
كيف يعمل نظام هايبرلوب؟
استخدم ماسك محرك كهربائي يستمد قوته من الطاقة الشمسية والذي استخدمه عند صناعة سيارة “تيسلا طراز إس” وهي مصنفة كأول سيارة كهربائية آمنة للاستخدام، وتعمل عن طريق ضغط الهواء لدفع المقطورة لأعلى وسحب الهواء لإرجاعها لأسفل، ويتكون من مجموعة من الكبسولات تستوعب كل كبسولة منها 20 شخص، وإطلاق كبسولة للركاب كل 30 ثانية في خط واحد دون خطر خروج الكبسولات عن مسارها أو اصطدامها ببعضها، حيث توجد مساحة آمنة وكافية بين كل كبسولة والأخرى تكون حوالي خمس أميال.
سرعة الهايبرلوب 1220 كيلومتر في الساعة يفوق سرعة الصوت، له القدرة على أن يقطع مسافة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة بكين الصينية في ساعتين فقط.
ويمكن أن يستغرق وقت بين مدينتي سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس حوالي 35 دقيقة بمتوسط سرعة 598 ميلًا في الساعة مع سرعة قصوى تبلغ 760 ميلًا في الساعة، في حين أن المسافة بين سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس والتي تعد حوالي 615 كيلومتر تستغرق بالطائرة حوالي ساعة و20 دقيقة، وبالسيارة حوالي 5 ساعات و35 دقيقة ويعتبر هذا أقصر طريق بين المدينتين.
ووضح ماسك أن الكبسولة تضم مخزن لأغراض المسافرين ومكان للجلوس وبه مقاعد مريحة ومزودة بشاشات ذكية.
وبالإضافة إلى ذلك وضح ماسك أن الكبسولة الواحدة في الهايبرلوب تعد 10٪ من تكلفة القطار شديد السرعة.
مميزات الهايبرلوب:
-تكلفة إنشاء الهايبرلوب 6 مليارات دولار أمريكي في حين القطار فائق السرعة في الولايات المتحدة الأمريكية تكلفته 68 مليار دولار، لذلك يكون مشروع الهايبرلوب أقل تكلفة عن القطار فائق السرعة.
-لا يتأثر بالأحوال الجوية وتدهور الطقس مثل الرياح والجليد والمطر، ويوفر سلامة وأمان أكثر من أي وسيلة نقل للركاب.
-لا يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي لأن كل كبسولة تحتوي على اثنين أو أكثر من بطاريات الليثيوم آيون، لضمان وصول الكبسولة للمكان الذاهبة إليه.
-تقليل السفر الجوي إلى المدن، وازدهار التجارة لوصل البضائع والمركبات أسرع وفي وقت أقل من الذي تستغرقه في العادي، لذلك يمكننا بدلًا من وسائل النقل العادية.
-يعد نظام الهايبرلوب آمن على البيئة من أي تلوث لأنه لا يستخدم أي وقود على الإطلاق.
ما العقبات التي تواجه المشروع ؟
-رغبة ماسك في الإشراف على المشروع بنفسه واستبدال القطارات السريعة والسكك الحديدية التي ستنشأ في الولايات المتحدة به، سوف يستغرق وقت ما بين سبع أو عشر سنوات في تنفيذه.
معركة التكنولوجيا .. الصين أم أمريكا
