الذكاء الاصطناعيمقالات

الفضاء استثمار المستقبل

 

كتبت: سندس أشرف 

 

أصبح الفضاء في وقتنا الحاضر بمثابة كنز تتسابق عليه دول العالم لقيادة المستقبل، من خلال خلق حلول مبتكرة لتحقيق الاستدامة البشرية للكوكب.

للفضاء أهمية بالغة بالنسبة للعالم، حيث يلعب دورًا حيويًا واستراتيجيًا في مواجهة الأزمات الإنسانية، ومكافحة تغير المناخ، وحماية الأرض من الكوارث، ومساعدة البشر في الاستكشاف، والحصول على موارد أولية من الفضاء للاستفادة منه في مجال الصحة العامة.

الفضاء المستقبل

وتزداد القيمة الإجمالية لاقتصاد الفضاء العالمي كل عام مقارنة بالعام الآخر، حيث تقدر القيمة الإجمالية لاقتصاد الفضاء العالمي بنحو 370 مليار دولار في عام 2021، بزيادة قدرها 6٪ مقارنة بعام 2020، ويستحوذ سوق الفضاء التجاري منها على نحو 75٪ أي بقيمة 278 مليار دولار.
بينما تبلغ نسبة الإنفاق الحكومي نحو 16٪ بقيمة 59 مليار دولار، في حين استحوذت النفقات الحكومية الأخرى على 33 مليار دولار بإجمالي 9٪.

ومن المتوقع أن بحلول عام 2030 سينمو اقتصاد الفضاء العالمي بنسبة 75٪، ليصل إلى 642 مليار دولار.

وقد أكد الخبراء المتخصصون في الفضاء أنه أصبح ساحة تنافسية، ويحظى بأهتمام العديد من الدول لتعزيز أمنها القومي وقدراتها العسكرية وفتح باب الاستثمار الفضائي، وهناك العديد من التحديات التي يجب الإنتباه إليها، من أجل أمن العالم واستقراره.

وقد نظم مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات ندوة عن بعد تحت عنوان “الاستثمار في الفضاء: حدود الواقع وآفاق المستقبل”، أضحوا فيها ضرورة التعاون وبناء شركات ووضع تشريعات تنظم عملية الإستثمار في الفضاء، لكي تحقق نتائج تفيد البشرية.

وشارك في الندوة كل من “كريستوفر هيرسي” المؤسس المشارك ورئيس مجلس الإدارة بمؤسسة محكمة الفضاء (SCF) الأمريكية، و”إيان كريستنسن” مدير برامج القطاع الخاص بمؤسسة العالم الآمن (SWF) الأمريكية.

وتحدث إيان أ. كريستنسن حول القطاع التجاري في الإستثمار في الفضاء، وقد وضح انعكاسات الإستثمار في الفضاء على التنمية المستدامة، وقال “إننا بحاجة إلى سياسات تحكم الاستثمار في الفضاء ونشر الوعي حول ذلك”، وبالإضافة إلى ذلك أكد إنه يتم الآن استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه، وكذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، لمصالح البلاد ومنفعتها.الفضاء استثمار المستقبل

فا بغض النظر عن درجة التطور المجال الاقتصادي والعلمي، إلا أنه قد أكد على أن مجال الفضاء سيكون مجالًا مفتوحًا للبشرية، وذكر أيضا أهمية وجود تعاون دولي وتشريعات تنظم هذا القطاع الذي يحظى باهتمام العديد من الدول، وبين كريستنسن أن قيمة الاستثمار في الفضاء تبلغ نحو 386 مليار دولار، تخدم قطاعات عديدة منها الإتصالات، وهناك قوانين منظمة تساعد في استكشاف الفضاء وتوسع الاستثمارات للجميع، ويعود ذلك بالنفع على سائر البشر.

وقد سجلت الاستثمارات في مجال الفضاء تطور هائل خلال الخمس سنوات الماضية مقارنة بما كانت عليه من قبل ولكن تضاعفت بنحو 16 مرة عما كانت علية في أول خمسة سنوات من الألفية الحالية وهذا بحسب بيانات نشرها موقع “ستاتيستا” المتخصص في متابعة الأرقام والبيانات العالمية.

وقد ظهر ذلك في مؤشر واضح وأن البشرية بدأت سباق من أجل الوصول إلى بديل في الفضاء ومغادرة كوكب الأرض.
ومن المتوقع أن المستقبل سيكون للاستثمار في مجالات الفلك والفضاء الخارجي والتي ستعود بأرباح مالية طائلة.
ومن المتوقع أيضا أن تصل استثمارات الفضاء في العقد المقبل إلى نحو 400 مليار دولار.

وأيضًا من المتوقع وصول حجم اقتصاد الفضاء العالمي بحلول عام 2040 إلى تريليون دولار مع نمو وخلق فرص عمل بصناعة الفضاء، وتعتبر أكبر محركات الإيرادات من الفضاء هي الملاحة عبر الأقمار الصناعية وتكون بنسبة 50٪، والاتصالات تساهم بنسبة 41٪ من إجمالي قيمة سوق الفضاء، مما يدل على أهمية هذا المجال في مجالات متعددة مثل الاتصالات أو التكنولوجيا.

على الرغم من أنه تم تسليط الضوء على الفرص الهائلة التي تنتظر المستثمرين في مجال الفضاء مثل:” التلسكوبات، الاستكشاف، المركبات الفضائية، والتصنيع الفضائي” وهذا كما أكده الخبراء وقادة الشركات العالمية، ولكن في الوقت نفسه حذر بعض المختصين من ظاهرة التلوث الفضائي في المستقبل والتي ستكون أكبر تحدى للبشرية، ويحدث ذلك من خلال انتشار آلاف الأقمار الصناعية في الفضاء ولا يمكن تنظيفها بسهولة وستبقى ملوثات الأقمار الصناعي لمئات السنين، ويجب الاهتمام بهذه المشكلة قبل تضخمها.

-أكثر الدول المهتمة بالاستثمار في مجال الفضاء :

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والهند من الدول التي لديها مشاريع ضخمة من أجل غزو الفضاء الخارجي، ولكن أشهر الدول على الإطلاق هي الولايات المتحدة الأمريكية والتي قامت بمشروع غزو كوكب المريخ، وتولت هذا المشروع شركة “Space X” الأمريكية الشهيرة عالميًا، وأسسها الملياردير الشهير “إيلون ماسك” الذي قام بأول رحلة سياحية إلى الفضاء خلال الفترة الماضية.
وفي نفس الوقت نجحت وكالة ناسا في إنزال عربة جوالة على المريخ، وانطلق أيضًا أقوى تليسكوب والفريد من نوعه في العالم إلى المدار في بداية عامنا الحالي 2022.

يوجد 6800 قمر صناعي تسبح حاليًا في الفضاء، انطلق منها حوالي 160 قمرًا صناعيًا في نوفمبر 2021 لرصد كوكب الأرض.

-تجربة الإمارات الرائدة لاستكشاف الفضاء

تسعى دولة الإمارات إلى ترسيخ مكانتها في هذا المجال إقليميًا وعالميًا، حيث يلعب قطاع الفضاء في الإمارات دورًا فعال في دعم اقتصاد المستقبل الذي يعتمد على الابتكار والإبداع المعرفة.

وتعتبر الإمارات من الدول التي تدرك أهمية امتلاكها لقطاع فضاء قوي، ويعتبر هذا القطاع من القطاعات التي تهتم به دولة الإمارات اهتمامًا كبيرًا ويكون من ضمن أهدافها في مئوية 2071.

قد انطلقت الإمارات من رؤية القيادة الرشيدة، لتحقيق طموحات البرنامج الوطني للفضاء 2117، وتسعى الإمارات أن تكون من بين الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء، من أجل توفير حلول في مجالات الملاحة عبر الأقمار الصناعية وعمليات الشحن، وإدارة حركة النقل، وإدارة الموارد الطبيعية، ومراقبة التلوث وتغير المناخ، وإدارة الكوارث والأزمات.
وأطلقت وزارة الصناعة والتكنولوجيا الحديثة المتخصصة في مجال الفضاء بالامارات “مشروع 300 مليار”، يستهدف تطوير صناعات المستقبل ونشر تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.

استثمارات متزايدة في قطاع الفضاء الإماراتي

الفضاء استثمار المستقبل

تسعى الإمارات إلى دفع المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، لأنها تؤمن بأهمية تعزيز مشاركة صناعة الفضاء في تنويع اقتصادها، حيث بلغ الإنفاق التجاري في هذا القطاع حوالي 10.9 مليار درهم خلال السنوات الماضية القليلة، بينما وصلت نسبة مشاركة القطاع الخاص إلى 50٪ من إجمالي الإنفاق على قطاع الفضاء في عام 2019، وهذا يعكس مشاركتها مع القطاع الحكومي للمساهمة في التطوير لهذا القطاع.

وتوفير الموارد المالية لقطاع الفضاء، قامت الإمارات بتأسيس صندوقًا وطنيًا لدعم القطاع بقيمة 3 مليارات درهم، وهذا يعزز توجه الدولة نحو إيجاد حلول لتمويل المشاريع وتنمية القطاع، والعمل على تسهيل وتطوير الأنشطة والمشاريع المستقبلية في هذا المجال.

-خطط الإمارات التي تدعم قطاع الفضاء

تدعم التشريعات والخطط الاستراتيجية الإقتصاد الفضائي، جنبًا إلى جنب مع الدعم المادي والتمويل، وهناك خطة وطنية تستهدف زيادة مساهمة القطاع في تنويع اقتصاد الدولة، قد أعلنت عنها وكالة الإمارات للفضاء، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية على الدخول في صناعة الفضاء الإماراتية؛ لكي تتماشى مع السياسة الوطنية للفضاء التي صدرت عام 2016، والتي وجهت خطة تعزز الاستثمار في صناعة الفضاء، بالإضافة إلى جعل الدولة مركزًا إقليميًا ودوليًا.

وفي ب


داية عام 2022 قام قطاع الفضاء الإماراتي بإدخال 1022 مركبة فضائية محددة، وإطلاق 72 صاروخًا في الفضاء.

 

الوباء والحرب لم يعيقوا مسار الإبداع .. ابتكارات ٢٠٢٢

 

وأخيرًا قطاع الفضاء سوف يغير شكل الحياة في كافة النواحي خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية المتزايدة والاهتمام المتزايد باستكشاف الفضاء، وكشف العديد من دول العالم أسرار الفضاء واستغلالها، وهذا يشير إلى التطور المستقبلي الهائل في هذا القطاع وحجم التغييرات المرتبطة به في كافة المجالات. وأن الفضاء الخارجي مازال يحتوي على الكثير من الأشياء التي لا يستطيع العلماء الوصول إليها حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى