مقالات

مراكز البيانات: خزائن العالم الرقمي… أين تقع وما هي أهميتها؟

في العقد الماضي، شهدنا انفجاراً في كمية البيانات التي يتم إنتاجها واستهلاكها في جميع أنحاء العالم. وفقاً لموقع “visual capitalist”، ارتفع حجم البيانات العالمي من 2 زيتابايت (2 تريليون غيغابايت) في عام 2010 إلى 44 زيتابايت (44 تريليون غيغابايت) في عام 20201. ومن المتوقع أن يصل إلى 175 زيتابايت (175 تريليون غيغابايت) بحلول عام 2025.

هذا النمو الهائل في البيانات يتطلب تخزيناً ومعالجةً ونقلاً فعالين وآمنين. وهذا يؤدي إلى زيادة الاستثمار في بناء وتشغيل مراكز البيانات، وهي المرافق التي تستضيف مجموعات كبيرة من الخوادم والأجهزة الأخرى المرتبطة بالإنترنت.

وفقاً لموقع “visual capitalist”، يوجد حالياً أكثر من 8000 مركز بيانات في العالم، وهو رقم يزداد باستمرار.

في هذا المقال، سنستعرض أين توجد أكبر مراكز البيانات في العالم، وما هي العوامل التي تؤثر على توزيعها وتطورها، وما هي التحديات والفرص التي تواجه هذا القطاع المهم.

أكبر أسواق مراكز البيانات في العالم

مراكز البيانات هي العمود الفقري للعالم الرقمي، حيث توفر البنية التحتية اللازمة لتخزين ومعالجة ونقل البيانات بين المستخدمين والمزودين والمنصات.

ومع ذلك، لا تنتشر مراكز البيانات بالتساوي في جميع أنحاء العالم، بل تتجمع في بعض المناطق التي توفر مزايا تنافسية معينة، مثل البنية التحتية الجيدة، والتشريعات المواتية، والموارد المحلية.

وفقاً لموقع “visual capitalist”، يمكن قياس حجم سوق مركز البيانات بواسطة قدرة استهلاك الطاقة، وهي كمية الطاقة التي يمكن لمركز البيانات استخدامها لتشغيل خوادمه وأجهزته.

وبشكل عام، كلما كانت قدرة استهلاك الطاقة أعلى، كلما كان حجم البيانات والمعالجة والنقل أكبر. وبناءً على هذا المعيار، تم تصنيف أكبر 10 أسواق لمراكز البيانات في العالم في عام 2023 على النحو التالي.

تصنيف أكبر 10 أسواق لمراكز البيانات في العالم

تصنيف أكبر 10 أسواق لمراكز البيانات في العالم

من الواضح أن الولايات المتحدة تهيمن على سوق مراكز البيانات، حيث تحتل أربعة من أصل عشرة مواقع في القائمة. ويعزى ذلك إلى تاريخها الطويل في تطوير الإنترنت والتكنولوجيا، ووجود شركات عملاقة مثل غوغل وأمازون وفيسبوك ومايكروسوفت، والتي تحتاج إلى مراكز بيانات ضخمة لتشغيل خدماتها السحابية والاجتماعية والتجارية.

ويبرز سوق مراكز بيانات شمال فيرجينيا كأكبر سوق في العالم، حيث يمثل حوالي 70% من سعة مراكز البيانات في الولايات المتحدة، وأكثر من ثلث حركة المرور العالمية عبر الإنترنت.

ويعود ذلك إلى أن شمال فيرجينيا كانت موطناً لأول نقطة اتصال للإنترنت في العالم في عام 1969، ومنذ ذلك الحين أصبحت محوراً للابتكار والتطوير في مجال الاتصالات والتكنولوجيا.

وتستضيف شمال فيرجينيا أيضاً مقرات العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية، مثل وكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع.

مراكز البيانات: خزائن العالم الرقمي… أين تقع وما هي أهميتها؟

ما هو مستقبل البيانات؟

مستقبل البيانات هو موضوع مهم ومثير للاهتمام، حيث تتزايد كمية وتنوع وسرعة البيانات التي يتم إنشاؤها واستخدامها في جميع المجالات. وفقاً لبعض التنبؤات، سيشهد سوق البيانات الكبيرة نمواً هائلاً في السنوات القادمة، وسيزداد الطلب على علماء البيانات والمحللين والمطورين الذين يمكنهم التعامل مع هذه البيانات واستخراج القيمة والمعرفة منها.

كاسبرسكي: تسلط الضوء على أهمية تعلم المهارات الرقمية

كما سيستفيد علم البيانات من التقدم التكنولوجي في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والحوسبة الكمومية والحوسبة السحابية والإنترنت الخاص بالأشياء، والتي ستمكن من معالجة البيانات بشكل أسرع وأدق وأكثر إبداعاً. وبالتالي، سيكون لعلم البيانات دور كبير في تحسين العديد من القطاعات والصناعات والخدمات والمجتمعات، وتحقيق الابتكار والتحول الرقمي والاستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى