مقالات

روبوتات حية من خلايا بشرية

كتبت : إيمان حامد

شهدنا في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا في ميدان التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وظهرت تحولات في العديد من القطاعات وعلى الأخص قطاع الصحية نتيجة لهذا التطور حيث أصبحت التكنولوجيا شريكا حيويا للعناية بالصحة وكان هذا تمهيدا لفصل جديد من الابتكارات الطبية ويبرز هذا التقدم كمحرك أساسي لتطوير قطاع الصحة وتحسين جودة الرعاية الطبية.

وقد أحدثت هذه التقنيات الحديثة طفرة في تقديم الخدمات الصحية من خلال تفعيل الذكاء الاصطناعي باستخدام التكنولوجيا الحديثة أصبح من الممكن تحليل كميات هائلة من البيانات الطبية بشكل أكثر دقة وسرعة وهذا يساعد الأطباء والمحترفين الصحيين على اتخاذ قرارات أفضل وأكثر فعالية وظهرت تكنولوجيا الروبوتات الحية كأحدث مفاجأة مذهلة في تاريخ التقدم الطبي.

روبوتات حية من خلايا بشرية 

حيث ابتكر العلماء روبوتات حية صغيرة من خلايا بشرية يمكنها التحرك في طبق المختبر وربما بوسعها المساعدة مستقبلًا بشفاء الجروح أو الأنسجة التالفة وقد اطلقو عليه اسم “الإنسان الآلي”.

وكشف مؤلف الدراسة مايكل ليفين، أستاذ علم الأحياء في جامعة فانيفار بوش بكلية تافتس للفنون والعلوم أن الروبوتات أثناء وجودها على قيد الحياة لم تكن كائنات كاملة النمو لأنها لا تتمتع بدورة حياة كاملة .

وأوضحت المؤلفة المشاركة في الدراسة جيزيم جوموسكايا، وطالبة دكتوراه في جامعة تافتس، إن الباحثين ركزوا على هذا النوع من الخلايا لأنه من السهل نسبيًا الوصول إليها بسبب العمل على فيروس كورونا وأمراض الرئة، و بسبب الميزة التي يعتقد العلماء أنها تجعل الخلايا قادرة على الحركة.

هل تخاف الروبوتات من بعضها ؟

وتابعت أن خلايا القصبة الهوائية قد غطت بنتوءات تُشبه الشعر تُسمى الأهداب، تموج ذهابًا وإيابًا وقد ساعدت عادةً خلايا القصبة الهوائية على دفع الجزيئات الصغيرة التي تجد طريقها إلى الممرات الهوائية في الرئتين وتشكل من خلالها عضويات، وهي عبارة عن كتل من الخلايا تستخدم على نطاق واسع في الأبحاث.

وأشارت جوموسكايا إلى أنها قامت بتجارب على التركيب الكيميائي لظروف نمو خلايا القصبة الهوائية، ووجدت طريقة لتشجيع الأهداب على التوجه نحو الخارج على الأعضاء العضوية وذلك بمجرد عثورها على المصفوفة الصحيحة، أصبحت العضيات متحركة بعد بضعة أيام، حيث تعمل الأهداب مثل المجاديف .

واكدت علي انه لم يحدث شيء في اليوم الأول، أو الثاني، أو الرابع، أو الخامس كما تفعل البيولوجيا عادة ولكن في اليوم السابع تقريبًا، كان هناك تحول سريع لقد كانت أشبه بزهرة متفتحة وانقلبت الأهداب وأصبحت في الخارج .

وأضافت أن الروبوتات التي أنشأها الفريق لم تكن متطابقة حيث كان بعضها كروي الشكل ومغطى بالكامل بالأهداب، والبعض الآخر على شكل كرة القدم ومغطى بالأهداب على نحو غير منتظم ولقد تحركت أيضًا بطرق مختلفة، بعضها في خطوط مستقيمة، والآخرين في دوائر ضيقة، بينما جلست أخرى واهتزت وبقيت على قيد الحياة لحدّ 60 يومًا في ظروف المختبر.

وأفاد ليفين وجوموسكايا أن التجارب الموضحة في هذه الدراسة الأخيرة لا تزال في مرحلة مبكرة لكن الهدف كان معرفة إذا ثمة إمكانية لهذه الروبوتات أن يكون لها تطبيقات طبية ولمعرفة ما إذا كانت مثل هذه التطبيقات ممكنة .

وفحص الباحثون قدرة الروبوتات على التحرك فوق الخلايا العصبية البشرية المزروعة في طبق المختبر الذي تم “خدشه” لتقليد الضرر وقد فوجئوا برؤية الروبوتات تتكاثر في المنطقة المتضررة من الخلايا العصبية رغم أنهم لم يفهموا بعد آلية الشفاء.

والقي فالك تاوبر، قائد المجموعة في مركز فرايبورغ للمواد التفاعلية والتقنيات الحيوية في جامعة فرايبورغ بألمانيا الضوء على إن الدراسة قدمت أساسًا للجهود المستقبلية لاستخدام الروبوتات الحيوية في وظائف مختلفة وصنعها في أشكال مختلفة مضيفا أن الروبوتات أظهرت “سلوكًا مدهشًا” عندما تحركت عبر خدوش في الخلايا العصبية البشرية و أغلقتها في نهاية المطاف.

بالإضافة إلي قدرتها على إنشاء هذه الهياكل من خلايا المريض نفسه تشير إلى تطبيقات متنوعة سواء في المختبر أو ربما على البشر موضحا إنه لا يعتقد أن الروبوتات يترتب عليها أي مخاوف أخلاقية أو تتعلق بالسلامة لأنها ليست مصنوعة من أجنة بشرية كما ان لديهم بيئة مقيدة للغاية تنمو فيها، لذلك ليس هناك احتمال أن تخرج منها أو تعيش خارج المختبر.

أقوال الروبوتات المشاركة في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي

واخيرا ان هذا التقدم المتسارع للعلم والتكنولوجيا يدل على أننا على أعتاب مستقبل يعد بتحولات طبية مذهلة وسيكون قطاع الرعاية الصحية محطة رئيسية في هذا التحول حيث ستكون التقنيات المتطورة والروبوتات الحية جزءا لا يتجزأ من تطورات والتحسينات الصحية كما أنها سترسم لوحة مستقبلية لا محدودة في عالم الطب حيث إنها دعوة إلى استكشاف المجهول والمشاركة في تحقيق أحلامنا الطبية ومع تقدم العلم والتكنولوجيا، نتطلع بتفاؤل إلى عصر جديد في التشافي والعناية بالصحة وتحقيق الشفاء الأمثل والتجديد الخلوي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى