الذكاء الاصطناعي

الروبوتات تدخل الحياة العامة في الإمارات وتقدم خدمات متنوعة ومبتكرة

كتبت: رحمه نبيل

تشهد الإمارات ثورة في مختلف القطاعات، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في تطبيق التكنولوجيا لتحقيق التنمية والتقدم.

تسارع وتيرة انتشار الروبوتات في مختلف جوانب الحياة العامة في دولة الإمارات، حيث ترحب الجهات الحكومية والشركات بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدام الروبوتات في مختلف القطاعات.

تبني التقنيات الجديدة: رؤية الروبوتات في الحياة العامة:

يُعتبر رؤية الروبوتات في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية والخاصة أمراً مألوفاً، حيث تسهم في تحسين كفاءة الخدمات وزيادة الإنتاجية. وزارة المالية أعلنت عن توفير 39 ألف ساعة عمل بشري عبر تبني تشغيل عمليات التشغيل التلقائي، مما أدى إلى تحسين كبير في الإنتاجية.

التحول الرقمي في الخدمات الحكومية: توفير الوقت والجهد من خلال تقنيات RPA:

وفي إطار جهودها لتعزيز التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار،أكملت الوزارة المرحلة الثانية من تبني تقنية RPA. وتستخدم الوزارة الآن الروبوتات في عملياتها الداخلية وعلى منصة المشتريات الرقمية، مما يساعد في تسريع العمليات وتوفير منافسة أكبر على العقود الحكومية. في القطاع الصحي، أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن تزويد منشآتها بروبوتات سحب الدم، مما يقلل من الوقت المطلوب لتقديم الخدمة وزيادة راحة المرضى. وفي مجال التعليم، أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي قسمين جديدين لبرامج دراسات عليا في مجالي علم الروبوتات وعلوم الحاسوب، لمواكبة الطلب المتزايد على الخبرة في هذه التخصصات.

دور الروبوتات في تحسين جودة الحياة والخدمات العامة في الإمارات:

يتمركز قسم علم الروبوتات على بحوث الروبوتات المرتبطة بالإنسان والروبوتات المستقلة، ويسعى لتطوير الجيل القادم من المتخصصين في هذا المجال، مما يسهم في تعزيز التقدم التكنولوجي في مختلف القطاعات الأكاديمية والصناعية والحكومية. في مارس 2023، افتتحت شركة “يو.آي. باث” مقرها الأول في الشرق الأوسط وإفريقيا في دبي، مما يؤكد دور الإمارات كمركز عالمي لجذب رواد التكنولوجيا. يتنوع دور الروبوتات في الإمارات من الاستخدام في القطاع الصحي، حيث يُستخدم في عمليات جراحية معقدة وتقديم خدمات طبية متميزة، إلى استخدامه في وسائل الإعلام والتوعية المرورية والإنقاذ البحري وحتى تقديم الخدمات الحكومية.

يعتبر حضور الروبوتات في القطاع الصحي بالإمارات من أبرز الاستخدامات والأكثر فعالية، حيث يتم استخدام التكنولوجيا الروبوتية في عمليات جراحية متقدمة وتقديم خدمات طبية متميزة. كما تم استخدام الروبوتات في وسائل الإعلام لإجراء حوارات إعلامية وتقديم النشرات الإخبارية بواسطة مذيعين آليين مجهزين بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وفي مجال التوعية المرورية، استخدمت الروبوتات في إطلاق حملات توعية وتقديم نصائح مرورية للجمهور، بينما في مجال الإنقاذ البحري، تم استخدام الروبوتات في تطوير أجهزة إنقاذ بحرية ذكية لمساعدة الغرقى والمساعدة في حالات الطوارئ البحرية. وتم استخدام الروبوتات أيضًا في تحسين خدمات الحكومة، مثل تقديم المشورة للمتعاملين وتوفير خدمات التنظيف العامة في المحطات والمرافق العامة.

بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الروبوتات في الإمارات في مجال العمل الشرطي، حيث تم تجهيز الشرطة بشرطي آلي ذكي يمكنه تنفيذ مهام متنوعة، مثل كشف المشاعر والتعرف على الإيماءات وتقديم الخدمات للجمهور بلغات متعددة. وتواصلت الجهود في استخدام التكنولوجيا الروبوتية في مجالات مختلفة، مثل التحليل الكيميائي بواسطة الروبوتات، وجمع النفايات البحرية باستخدام الطائرات بدون طيار. تُعد هذه الاستخدامات مثالاً على التزام الإمارات بتبني التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في تعزيز الخدمات العامة وتحسين جودة الحياة في البلاد.

هل تخاف الروبوتات من بعضها ؟

وفيما يتعلق بالجوانب البيئية، فقد شهدت الإمارات تطوير تقنيات الروبوتات لجمع النفايات البحرية وتنظيف الشواطئ، مما يسهم في الحفاظ على البيئة البحرية وتعزيز الاستدامة البيئية. كما يُعتبر تطبيق الروبوتات في مجالات الأمن والسلامة والبيئة مثالًا بارزًا على استخدام التكنولوجيا لتحقيق الفوائد العامة وتعزيز الجهود البيئية والاستدامة في الدولة.

حيث تمت الموافقة في الإمارات على استخدام روبوت “بيكسي درون” (Pixie Drone) العائم لجمع النفايات البحرية، حيث يتميز بالقدرة على العمل في المياه العذبة والمالحة، ويمتلك بطارية تدوم حتى ست ساعات متواصلة، وخلال هذه الفترة يمكنه جمع حوالي 160 لترًا من النفايات السائلة المتطايرة.

باستخدام التكنولوجيا الروبوتية، تحققت الإمارات إنجازات مذهلة في مجالات متعددة، من تحسين الخدمات الصحية وتعزيز الوعي المروري إلى حماية البيئة وتعزيز الأمن والسلامة العامة. تعكس هذه الإنجازات التزام الدائم بالتطور والتقدم التكنولوجي لتحقيق مستقبل مشرق وأفضل للجميع في دولة الإمارات العربية المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى